أبرزت منظمة الصحة العالمية (المنظمة) في ورقة شاملة نشرتها في سبتمبر عن إحصاءات عن الكوليرا لعام 2022 حجم ومدى الارتفاع المستمر في معدلات الإصابة بالكوليرا.
ومع أن البيانات المتعلقة بالكوليرا لا تزال غير كاملة، فإن الحالات التي أبلغت بها المنظمة في عام 2022 تجاوزت ضعف الحالات التي أبلغت بها في عام 2021. فقد أبلغ 44 بلدا عن حالات، مقارنة بـ35 بلدا في عام 2021، أي ما يمثل زيادة بنسبة 25٪ في عدد البلدان التي أبلغت عن حالات.
ولم تزد الفاشيات من حيث العدد حسب، بل كانت أوسع نطاقا. وأبلغت سبعة بلدان – أفغانستان والجمهورية العربية السورية والصومال والكاميرون وملاوي ونيجيريا – عن أكثر من 10000 حالة مشتبه فيها ومؤكدة. وكلما اتسع نطاق الفاشيات، زادت عادة صعوبة السيطرة عليها.
والكوليرا هي عدوى معوية حادة تنتشر عن طريق الطعام والماء الملوثين ببراز يحتوي على بكتيريا ضمات الكوليرا. وترتبط هذه العدوى ارتباطا وثيقا بنقص المياه المأمونة والمرافق الصحية الكافية، بسبب التخلف والفقر والنزاعات. ويساهم تغير المناخ أيضا في هذا الارتفاع، إذ تؤدي الظواهر المناخية المتطرفة مثل الفيضانات والجفاف والأعاصير إلى ظهور فاشيات جديدة وتفاقم الفاشيات القائمة.
وتشير البيانات الحالية لعام 2023 إلى أن هذا الارتفاع العالمي آخذ في الاستمرار. ويبلَّغ حاليا 24 بلدا عن فاشيات نشطة، وترزح بعض البلدان تحت وطأة أزمات حادة.
وشكل الطلب المتزايد على مواد مكافحة الكوليرا تحديا لجهود مكافحة الأمراض في العالم. ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2022، علق فريق التنسيق الدولية – وهو الهيئة التي تدير الإمدادات باللقاحات في حالات الطوارئ – مقرر التطعيم بجرعتين في حملات الاستجابة لتفشي الكوليرا، واستخدم بدلا من ذلك نهج الجرعة الواحدة.
وتدعم المنظمة البلدان في الاستجابة لفاشيات الكوليرا الطارئة من خلال تعزيز ترصد الصحة العامة والتدبير العلاجي للحالات وتدابير الوقاية؛ وتوفير الإمدادات الطبية الأساسية؛ وتنسيق عمليات النشر الميداني مع الشركاء؛ ودعم الإبلاغ عن المخاطر والمشاركة المجتمعية.
وقد وجهت المنظمة نداء لجمع 160.4 مليون دولار أمريكي للاستجابة للكوليرا من خلال الخطة الاستراتيجية العالمية للتأهب والاستعداد والاستجابة. وأفرج صندوق المنظمة الاحتياطي للطوارئ عن مبلغ 16.6 مليون دولار أمريكي لأغراض لاستجابة للكوليرا في عامي 2022 و2023.
منظمة الصحة العالمية